المسلم يحكم إيمانه بالله تعالى لايحب إذا أحب إلا فى الله ،
ولا يبغض إذا أبغض إلا فى الله ، ولأنه لايحب إلا مايحب الله ورسوله ،
ولايكره إلا مايكره الله ورسوله ، فهوا إذاً بحب الله ورسوله يُحب ، وببغضهما يبغض .
دليله فى هذا : قول الرسول صلى الله علية وسلم : ( من أحب لله وأبغض فى الله وأعطى لله ومنع
لله فقد إستكمل الإيمان ) وبناءً على هذا فجميع عباد الله الصالحين يحبهم المسلم ويواليهم ،
وجميع عباد الله الفاسقين عن أمر الله ورسوله يبغضهم ويعاديهم ، يبدأ هذا أن غير مانع
للمسلم أن يتخذ إخوانا أصدقاء فى الله تعالى يخصهم بمزيد محبة ووداد ،
إذ رغب الرسول صلى الله عليه وسلم فى إتخاذ مثل هؤلا الإخوان والأصدقاء بقوله Sad
المؤمن ألف مألوف ، ولا خير فيمن لا يألف ولايؤلف ) وقوله : ( إن حول العرش منابر
من نور ، عليها قوم لباسهم نور ، ووجوهم نور ، ليسوا بأنبياء ولاشهداء ،
يغبطهم النبيون والشهداء ) فقالوا : يارسول الله ، صفهم لنا . فقال : المتحابون
فى الله والمتجالسون فى الله والمتزاورون فى الله ) وقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله
تعالى يقول : حقت محبتى للذين يتزاورون من أجلى وحقت محبتى للذين يتناصرون
من أجلى ) وقوله : ( سبعة يظلهم الله فى ظله يوم لا ضل إلا ظله : إمام
عادل ، وشاب نشأ فى عبادة الله تعالى ، ورجل قلبه معلق بالمسجدإذا خرج منه
حتى يعود إليه ، ورجلان تحابا فى الله فاجتمعا على ذلك وتفرقا عليه ، ورجل
ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ، ورجل دعتة إمراه ذات حسب وجمال فقال : إنى
أخاف الله تعالى ، ورجل تصدق بصدقه فأخفاها حتى لاتعلم شماله ماتنفق يمينه )
وقوله صلى الله عليه وسلم Sad
إن رجلا زار أخاً له فى الله فأرصد الله له ملكا ، فقال : أين تريد ؟ قال : أريد
أن أزور أخى فلاناً فقال : لحاجة لك عنده ؟ قال : لا . قال : لقرابة بينك وبينه ؟ قال : لا
قال : فبنعمة لك عنده ؟ قال : لا .قال : فبم ؟ قال : أحبه فى الله .قال : فإن الله أرسلنى
إليك أخبرك بأنه يحبك لحبك إياه ، وقد أوجب لك الجنة )
وشرط هذه الأخوة أن نكون لله وفى الله ، بحيث تخلو من شوائب الدنيا وعلائقها
المادية بالكلية ، ويكون الباعث عليها الأيمان بالله لا غير