الفرق بين الأنانية وحب الذات
كثير من الناس يفترض خطأ أن الأنانية وحب الذات شي واحد ,هناك فرق :
الأنانية:
أن نكون منشغلين بأنفسنا لدرجة عدم الاكتراث بحقوق الآخرين, ونفشل في إدراك أن العلاقات السليمة تقام على العطاء بالإضافة إلى الأخذ .
أما حب الذات:
شي مفيد ويبني تقييم الإنسان لذاته,ويعني عدم إصرارنا على الاه دوما بالآخرين وجعلهم في المرتبة الأولى .
حب الذات يدعونا إلى إيجاد توازن دقيق بين حب الآخرين في نفس الوقت وبنفس الطريقة والقدر الذي نحب به أنفسنا
هناك
فرق بين الانانية و حب النفس فكل منا لا بد ان يحب نفسه و يرضى عنها حتى
يستطيع ان يرتفع بذاته و يعلو بها فمن يحب نفسه تجده يحب لغيره ما يحب
لنفسه . و يكره لغيره ما يكرهه لها … تجده عندما بمر بمحنة يحولها الى منحة
يستفيد منها فى تحقيق مصلحته بدل أن يتكدر ويؤذي نفسه بالحسرة والألم
النفسي …..راضي بقدر الله عليه سعيد بما عنده لا يتعب نفسه بالجحود
والنكران لنعم الله عليه لذلك نفسه مطمئنه قد تجده أعمى وسعيد أو أعرج
وسعيد تجده فقير او غني هو سعيد بما وهبه الله من نعم مقدر لهذه النعم التي
تحيط من حوله…..المحب لذاته يحكم عقله و لا يمشى وراء اهواء النفس فقط
فهوى النفس مدمر للذات و للاخرين …المحب لنفسه يقارن بين ما كانت عليه نفسه
في السابق ..والحاضر وما ستكون عليه في المستقبل ويتجنب مقارنة نفسه بشخص
اخر إلا عندما يريد أكتساب سلوك معين يطوعه لنفسه . اما الأنانية هي
الفردية الشرسة و حُب التمّلك والغيرة الجنونية التي تدفعُ الإنسان إلى
إرادة السيطرة على أملاك الغير بدون حق، فيدرج من الأنانية أشياءٌ كثيرة
منها حُب الاتكالية والاعتماد على الغير وإراحة النفس والصُعود على أكتاف
وظهور الآخرين بضمير ٍ ميت وبدون مُبالاة، والأنانية أيضاً هي رغبة ٌ ذاتية
للاستحواذ على حاجات الغير
…الانانى يريد كل شىء لنفسه .. كما انه يحرمه فى بعض الاحيان على الغير ..
و يندرج من الأنانية أيضاً الغرور والتكبّر فالشخص الأناني يرى كل من
حولهُ خدم ٌ وعبيد ٌ عنده وحُبه لذاته لا يفوقهُ حُب أي شيء والأنانية
أيضاً هي إتباع ُ لاهواء النفس حتى لو كانت سببا فى الحاق الضرر بالاخرين
فكما يقال (الانانى لا يبالى بحرق بيت جاره من اجل ان يسلق بيضة )
الانانية هى حُب النفس لدرجةٍ جُنونية التى تصطحبها الشهوات واللذات
والخيلاء وعدم الشعور بالآخرين، وبدون عناء ٍ وترك العناء للغير، و يندرج
منها أيضاً الحَسد الانانى إنسان لا يقبلُ النصيحة والإرشاد من أحد لأنهُ
يجد نفسه أفضلُ من كل الناس كما انه لا يحب ُ الاعتراف بالخطأ ويظن نفسه
دائمُ الصواب وهو يجهل بأن الاعتراف بالخطأ دليلٌ على احترام عقول الناس …و
يُحلل لنفسِه كل شي ما دامت مصلحتهُ موجودة، والأنانية هي مرضٌ نفسي يحتاج
للعلاج وهي أكبر سببٌ لأداء الأخطاء
ماهى أسباب الأنانية؟
الأسباب التي تدفعُ الإنسان للأنانية كثيرة منها
- التربية الخاطئة من الأبوين للأبناء في الصغر وعدم توعيتهم على اجتناب
الأحقاد والاستيلاء الفردي وغيرها ذلك قد يسبب الأنانية ولكن في بعض
الأحيان يكون الوالدين هم مُصابون بها فهذه علة ٌ أكبر
2- الحرمان أيضاً سببٌ مهم و نحنُ نقول لا نريد كثرة الدلال للأبناء لأنها
قد تفسدهم ولكن لا نريد أيضا حرمانُهم ويجب أعطائهم متطلباتهم بشكل ٍ معقول
وغير مُفرط وخاصة ً الأمور المادية كي لا يتوسع ذلك الحرمان والأنانية في
الكبر،
3- كثرة العقاب على أتفهُ الأمور لأنها قد تحوّل ذلك الناشئ لشخص أناني في كبره يتلذذ بعقاب الآخرين كما عُوقب في صِغره،
4- تحقير وكسر الشخصية والتقليل من الشأن والضرب خاصة ً أمام الآخرين
والإحراج الغير مقبول والإهانة قد توّلد الأنانية والكره للغير، ومن
الأسباب أيضاً تفضيل الأبوين أبن على ألآخر (أخوك أفضلُ مِنك بكذا وأنت لا
تفهم وغيرها ) قد تدفعه لكره أخوه وتسيطر عليه الأنانية، ومن الأسباب
5- عندما يكون الإنسان صاحبة إعاقة أو داء ٍ مزمن أو عاهات ٍ جسدية محرجة إنها أيضاً يولد عند بعض الأشخاص الأنانية
6-ً وفاة الوالدين مُبكراً ( اليتم ) أحد أسباب الأنانية المُندرجة من
الحرمان العاطفي و الإحساس بالأبوة والأمومة، الفقر أيضاً أحد الأسباب
البارزة في هذا الجانب وعدم قدرة ولاة الأمر على تفهم متطلبات الأفراد من
الجيل الواعد هي سببٌ ودافع ٌ للأنانية أيضاً.
علاج الانانية
الأناني شخصٌ مريض يحتاج للعلاج ويريد من
يقف معه للقضاء على الأنانية في ذاته فالمجتمع والأسرة لهم دورٌ كبيرٌ في
ذلك لأن المولود في الواقع يتأثر بالعوامل المحيطة به فيجب تعليمه وتعويده
من صغره على عدم الأنانية وأن يحُب لغيره ما يحبه لنفسه قال رسول الله (
صلى الله عليه وآله وسلم ) [ حب لأخيك ما تحب لنفسك ]، ويجب علينا أن نصّفي
أنفسنا من صفة الأنانية هذه الصفة المكروهة ونبتعد عن الرغبات النفسية
لأنها منشأ الاختلافات وهي من أهواء النفس الشيطانية
1- تصحيح التصور : اى التاكد و التقين من ان التعاون مع الاخرين و التسامح و
حب الخير للاخرين هو السبيل لتحقيق النجاح و المراد و راحة البال , اما
الانانية و حب النفس و عدم ابتغاء الخير للاخرين فهو سبيل الى الفشل و زرع
الكراهية فى نفوس من حولك , كما ان التسهال فى الانانية من الممكن ان يؤدى
بعد ذلك الى جنون العظمة
2- تصحيح الإرادة بأن يكون عندك إرادة صادقة جازمة قوية ( ثوريّة ) على ترك
الانانية والتخلّق بما يضادّها . و البدىء فى عمل خطوات فعلية لترك هذه
الصفة و ليس فقط التمنى .. ففرق بين من يتمنّى أن يكون متعاوناً طيبا
متسامحا ، وبين من يريد ويعزم على أن يكون كذلك … ردد ذلك القول كثيرا بينك
و بين نفسك و هو انك لن تصبح انانيا بعد ذلك , بل انك ستتعاون مع الغير و
تتمنى الخير لهم و تمد لهم يد المساعدة ان استطعت .. دائما فكر قبل فعل اى
عمل مهما كان صغيرا ان كان سيلحق بضررا بمن حولك .. و فكر ان فعل الاخرين
هذا معك فماذا سيكون رد فعلك
3- عوّد نفسك دائماً على الأمور التي تنمّي في حسّك الروح الإنسانيّة
التفاعلية .. اشترك فى النشاطات الخيرية .. و النشاطات الجماعية التى لا
يمكن ان تتم بغير تعاون الاخرين ممن حولك فى هذا النشاط .. حاول ان تكون
شخصا اجتماعيا و تقدم يد المساعدة و العون للاخرين ان استطعت .. فعندما ترى
تقدير الاخرين ممن حولك لاعمالك و حبهم لك فستعرف الفرق جيدا بين ان تكون
انانيا غير مبالى بالاخرين و بين ان تكون شخصا متعاونا يحب الخير للاخرين
كما يحبه لنفسه
4- تعوّد أيضاً على التأمّل قبل اتخاذ القرار ، فعندما تكون في نقاش أو في
دفاع عن أمر ما .. لا تتعجّل قبل أن تتكلم أو تقرر .. امنح نفسك فرصة
للتفكير والمراجعة ثم قرر أو تكلّم .
5-كلما شعرت في نفسك انك تحب أن تمتلك شيئا ما حاول أن تتصدّق به أو بشيء منه .
6– تعوّد دائماً على استخدام الكلمات الجميلة حتى عند الحواروالمناقشة
والمدافعة ونحوها .. وفي نفس الوقت تعوّد على عدم رفع الصوت أثناء الكلام .
7-أكثر دائماً من قراءة القرآن ، والوقوف عند آياته متأملاً متدبّرا .
واقرأ ايضا في سيرة المصطفى صلى عليه وسلم خاصة فيما يتعلّق بشمائله
واخلاقه . اقرأ في مواقف السلف وقصصهم في حبهم للآخرين وحب نفع الناس .
أكثر دائما من الاستغفار في كل شانك
8-تذكّر دائما العواقب . . عواقب الخلق الجميل محبة وإحسان .. وعواقب
الخُلق القبيح ذلّة وندامة وحرمان . إنه يكفي الإنسان نفوراً من هذه الصفة
السلبية أن يوصم بها فيُقال ( إنسان أناني ) !!